فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

الإسناد المجازي في قوله: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} إسناد مجازي، فقد أسند تعالى الشق إلى نفسه من باب إسناد الفعل إلى السبب وقيل الإسناد حقيقي وإن القول بمجازيته هو من أقوال المعتزلة، ولكن البيضاوي نفسه يتبع الزمخشري في مجازية الإسناد فيقول: أسند الشق إلى نفسه تعالى إسناد الفعل إلى السبب، والحق مع الزمخشري في هذا فإن مجازيته لا تعني أن أفعال العباد مخلوقة لهم لأن الفعل إنما يسند حقيقة لمن قام به لا لمن أوجده فالاعتراض عليه تعسّف. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة عبس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى: {أن جاءه} أي لأن جاءه.
قوله تعالى: {فتنفعه} بالرفع عطفا على {يذكر}، وبالنصب على جواب التمنى في المعنى، ويقرأ، و{تصدى} يتفعل من الصدى وهو الصوت: أي لا يناديك إلا أجبته، ويجوز أن تكون الألف بدلا من دال، ويكون من الصدد، وهو الناحية والجانب، و{إنها} الضمير للموعظة، والضمير في الفعل للقرآن، و{في صحف} حال من الهاء، ويجوز أن يكون نعتا للتذكرة، وأن يكون التقدير: هو أو هي في صحف، وكذلك {بأيدى} و{من نطفة} متعلق بـ: {خلق} الثانية.
و{ما أكفره} تعجب أو استفهام.
قوله تعالى: {ثم السبيل} هو مفعول فعل محذوف: أي ثم يسر السبيل للإنسان، ويجوز أن ينصب بأن مفعول ثان لـ: {يسره}، والهاء للإنسان: أي يسره السبيل: أي هداه له.
قوله تعالى: {ما أمره} (ما) بمعنى الذى، والعائد محذوف: أي ما أمره به، والله أعلم.
قوله تعالى: {أنا صببنا} بالكسر على الاستئناف، وبالفتح على البدل من {طعامه} أو على تقدير اللام {فإذا جاءت الصاخة} مثل {جاءت الطامة}، وقيل العامل في إذا معنى {لكل امرئ} والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة عبس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[عبس: الآيات 1- 4]

{عبس وَتولى (1) أَنْ جاءه الْأَعْمى (2) وَما يُدْرِيكَ لعله يَزَّكَّى (3) أَوْ يذكر فتنفعه الذِّكْرى (4)}
{عبس} ماض فاعله مستتر والجملة ابتدائية لا محل لها {وَتولى} ماض فاعله مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها. (إن) حرف مصدري ونصب {جاءه} ماض ومفعوله و{الْأَعْمى} فاعل مؤخر والمصدر المؤول من أن والفعل منصوب بنزع الخافض {وَما يُدْرِيكَ} اسم استفهام مبتدأ ومضارع ومفعوله الأول والفاعل مستتر و{لعله} لعل واسمها و{يَزَّكَّى} مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر لعل وجملة لعل.. مفعول {يدريك} الثاني وجملة {يدريك..} خبر المبتدأ و{ما} وجملة {ما يدريك} مستأنفة (أَوْ) حرف عطف {يذكر} معطوف على {يزكي}، {فتنفعه} الفاء للسببية ومضارع منصوب بأن مضمرة بعد الفاء السببية والهاء مفعول به و{الذِّكْرى} فاعل.

.[عبس: الآيات 5- 10]

{أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (5) فَأَنْتَ لَهُ تصدى (6) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (8) وَهُوَ يَخْشى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10)}.
{أما} حرف شرط وتفصيل و{من} اسم موصول مبتدأ {اسْتَغْنى} ماض فاعله مستتر والجملة صلة من {فَأَنْتَ} الفاء رابطة و{أنت} مبتدأ {لَهُ} متعلقان بما بعدهما {تصدى} مضارع فاعله مستتر والجملة خبر المبتدأ أنت وجملة أنت.. خبر المبتدأ {من} وجملة {من..} مستأنفة. {وَما} الواو حالية (ما) نافية و{عَلَيْكَ} خبر مقدم و(إن) حرف مصدري ونصب و(لا) نافية {يَزَّكَّى} مضارع منصوب بأن فاعله مستتر والمصدر المؤول من أن والفعل مبتدأ مؤخر والجملة الاسمية حال. {وَأَمَّا} حرف شرط وتفصيل و{من} مبتدأ و{جاءَكَ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة من و{يَسْعى} مضارع فاعله مستتر والجملة حال وجملة {أما من..} معطوفة على ما قبلها. {وَهُوَ} الواو حالية {هُوَ} مبتدأ و{يَخْشى} مضارع فاعله مستتر والجملة الفعلية خبر والجملة الاسمية حال. {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} كإعراب {فأنت له تصدى}.

.[عبس: الآيات 11- 16]

{كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرامٍ بَرَرَةٍ (16)}.
{كلا} حرف ردع وزجر و{إِنَّها} إن واسمها و{تَذْكِرَةٌ} خبرها والجملة مستأنفة {فَمَنْ} الفاء حرف استئناف و(من) اسم شرط جازم مبتدأ و{شاءَ} ماض في محل جزم فعل الشرط والفاعل مستتر و{ذَكَرَهُ} ماض في محل جزم جواب الشرط والهاء مفعول به والفاعل مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها وجملتا الشرط والجواب خبر المبتدأ من وجملة {من..} مستأنفة {فِي صُحُفٍ} صفة {تذكرة} و{مُكَرَّمَةٍ} صفة {صحف} و{مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ} صفتان لـ: {صحف} و{بِأَيْدِي} صفة {صحف} أيضا و{سَفَرَةٍ} مضاف إليه و{كِرامٍ بَرَرَةٍ} صفتان لموصوف محذوف تقديره ملائكة.

.[عبس: الآيات 17- 23]

{قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذا شاءَ أَنْشَرَهُ (22) كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ ما أَمَرَهُ (23)}.
{قُتِلَ} ماض مبني للمجهول و{الْإِنْسانُ} نائب فاعل والجملة مستأنفة لا محل لها و{ما} نكرة تامة مبتدأ {أَكْفَرَهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة و{مِنْ أَيِّ} متعلقان بالفعل بعدهما و{شيء} مضاف إليه و{خَلَقَهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة مستأنفة و{مِنْ نُطْفَةٍ} متعلقان بما بعدهما {خَلَقَهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة بدل من سابقتها و{فَقَدَّرَهُ} معطوف على {خلقه} بالفاء. {ثم} حرف عطف {السَّبِيلَ} مفعول به لفعل محذوف يفسره المذكور بعده {يَسَّرَهُ} مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها. {ثُمَّ أَماتَهُ فَأَقْبَرَهُ} معطوفة على ما قبلها {ثم} حرف عطف و{إذا} ظرفية شرطية غير جازمة و{شاءَ} ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة و{أَنْشَرَهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها. و{كلا} حرف ردع وزجر {لَمَّا يَقْضِ} مضارع مجزوم بـ: {لما} وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره والفاعل مستتر و{ما} مفعول به و{أَمَرَهُ} ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة ما وجملة {كلا..} مستأنفة لا محل لها.

.[عبس: الآيات 24- 26]

{فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طعامه (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26)}.
{فَلْيَنْظُرِ} الفاء حرف استئناف ومضارع مجزوم بلام الأمر و{الْإِنْسانُ} فاعل و{إِلى طعامه} متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة {أَنَّا صَبَبْنَا} أن واسمها وماض وفاعله و{الْماءَ} مفعول به و{صَبًّا} مفعول مطلق والجملة خبر أن والمصدر المؤول من أن وما بعدها بدل اشتمال من طعامه {ثم} حرف عطف و{شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} معطوفة على ما قبلها.

.[عبس: الآيات 27- 32]

{فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا (27) وَعِنَباً وَقَضْباً (28) وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً (29) وَحَدائِقَ غُلْباً (30) وَفاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتاعاً لَكُمْ وَلِأَنْعامِكُمْ (32)}.
{فَأَنْبَتْنا} الفاء حرف عطف وماض وفاعله و{فِيها} متعلقان بالفعل و{حَبًّا} مفعول به والجملة معطوفة على ما قبلها {وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلًا} معطوفتان على ما قبلهما {وَحَدائِقَ} معطوفة أيضا و{غُلْباً} صفة {حدائق} {وَفاكِهَةً وَأَبًّا} معطوفة على ما قبلها و{مَتاعاً} مفعول لأجله منصوب و{لَكُمْ} متعلقان بـ: {متاعا} {وَلِأَنْعامِكُمْ} معطوفان على ما قبلهما.

.[عبس: الآيات 33- 37]

{فَإِذا جاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يوم يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امرئ مِنْهُمْ يومئِذٍ شَأْنٌ يغنيه (37)}.
{فَإِذا} الفاء حرف استئناف و{إذا} ظرفية شرطية غير جازمة {جاءَتِ الصَّاخَّةُ} ماض وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة و{يوم} ظرف زمان بدل من إذا {يَفِرُّ الْمَرْءُ} مضارع وفاعله والجملة في محل جر بالإضافة و{مِنْ أَخِيهِ} متعلقان بما قبلهما {وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ} معطوفان على ما قبلهما {وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} معطوفان أيضا و{لِكُلِّ} متعلقان بمحذوف خبر مقدم و{امرئ} مضاف إليه و{مِنْهُمْ} صفة امرئ و{يومئِذٍ} ظرف زمان أضيف إلى مثله و{شَأْنٌ} مبتدأ مؤخر {يغنيه} مضارع ومفعوله والفاعل مستتر والجملة الفعلية صفة {شأن} والجملة الاسمية {لكل امرئ..} مستأنفة لا محل لها.

.[عبس: الآيات 38- 42]

{وُجُوهٌ يومئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يومئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُها قَتَرَةٌ (41) أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)}.
{وُجُوهٌ} مبتدأ و{يومئِذٍ} ظرف زمان أضيف إلى مثله و{مُسْفِرَةٌ} خبر و{ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} خبران آخران لـ: {وجوه} والجملة الاسمية مستأنفة وَ{وُجُوهٌ} مبتدأ و{يومئِذٍ} ظرف زمان أضيف إلى مثله و{عَلَيْها} خبر مقدم و{غَبَرَةٌ} مبتدأ مؤخر والجملة خبر المبتدأ وجملة {وجوه..} معطوفة على ما قبلها. {تَرْهَقُها} مضارع ومفعوله و{قَتَرَةٌ} فاعل والجملة الفعلية خبر ثان لوجوه. و{أُولئِكَ} مبتدأ و{هُمْ} ضمير فصل و{الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} خبران والجملة مستأنفة. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة عبس:
ذكر فِيهَا ثَلَاثَة أَحَادِيث:
1456- الحديث الأول:
رُوِيَ «أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَتَاهُ ابْن أم مَكْتُوم وَأم مَكْتُوم أم أَبِيه وأسمه عبد الله بن شُرَيْح بن مَالك بن ربيعَة الفِهري من بني عَامر بن لؤَي وَعِنْده صَنَادِيد قُرَيْش عتبَة وَشَيْبَة ابْنا ربيعَة وَأَبُو جهل بن هِشَام وَالْعَبَّاس بن عبد الْمطلب وَأُميَّة بن خلف والوليد بن الْمُغيرَة يَدعُوهُم إِلَى الْإِسْلَام رَجَاء أَن يسلم بِإِسْلَامِهِمْ غَيرهم فَقال يَا رَسُول الله أقرئني وَعَلمنِي مِمَّا علمك الله وَكرر ذَلِك وَهُوَ لَا يعلم تَشَاغُله بالقوم فكره رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قطعه لكَلَامه وَعبس وَأعْرض عَنهُ فَنزلت فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُكرمهُ وَيَقول إِذا رَآهُ مرْحَبًا بِمن عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي وَيَقول هَل لَك من حَاجَة واستخلفه على الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ».
وَقال «انس رَأَيْته يوم الْقَادِسِيَّة وَعَلِيهِ درع وَله راية سَوْدَاء».
قلت اخْرُج الطَّبَرِيّ وَابْن مرْدَوَيْه حَدثنَا مُحَمَّد بن سعد ثَنَا أبي ثَنَا عمي ثَنَا أبي عَن أَبِيه عَن ابْن عَبَّاس وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسريهما عَن الْعَوْفِيّ عَن ابْن عَبَّاس «فِي قوله تعالى: {عبس وَتولى} قال بَيْنَمَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ يُنَاجِي عتبَة ابْن ربيعَة وَأَبا جهل بن هِشَام وَالْعَاص بن عبد الْمطلب وَكَانَ يَتصدى لَهُم كثيرا وَجعل عَلَيْهِم أَن يُؤمنُوا فَأقبل إِلَيْهِ رجل أَعْمَى يُقال لَهُ عبد الله بن أم مَكْتُوم يمشي هُوَ يُنَاجِيهِمْ فَجعل عبد الله يَسْتَقرئ النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ آيَة من القرآن وَقال يَا رَسُول الله عَلمنِي مِمَّا علمك الله فَأَعْرض عَنهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَعبس فِي وَجهه وَتولى وَكره كَلَامه وَاقْبَلْ على الآخرين فَلَمَّا قَضَى عليه السلام نَجوَاهُ وَأخذ يَنْقَلِب إِلَى أَهله أمسك الله بعض بَصَره ثمَّ خَفق بِرَأْسِهِ وَأنزل الله: {عبس وَتولى...} الْآيَة فَأكْرمه رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَكَلمه وَقال لَهُ مَا حَاجَتك» انتهى.
وَرَوَى الطَّبَرِيّ أَيْضا ثَنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون ثَنَا سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة قال ذكر لنا أَن عبد الله بن أم مَكْتُوم جَاءَ إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ يَسْتَقرئهُ وَهُوَ يُنَاجِي أُميَّة بن خلف فَأَعْرض عَنهُ عليه السلام فَأنْزل الله: {عبس وَتولى...} الْآيَة قال وَذكر لنا أَن النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ اسْتَخْلَفَهُ بعد ذَلِك على الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ فِي غَزْوَة غَزَاهُمَا يُصَلِّي بِأَهْلِهَا. انتهى.
وَرَوَى التِّرْمِذِيّ فِي كِتَابه من حديث هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن عَائِشَة قالت «أنزل {عبس وَتولى} فِي ابْن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى أَتَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَجعل يَقول يَا رَسُول الله أَرْشدنِي وَعند رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ من عُظَمَاء الْمُشْركين فَجعل عليه السلام يعرض عَنهُ وَيقبل على الآخر وَيَقول أَتَرَى بِمَا أَقول بَأْسا فَيَقول لَا فَفِي هَذَا انْزِلْ» انتهى.
رَوَاهُ ابْن حبَان فِي صَحِيحه فِي النَّوْع الْخَامِس من الْقسم الْخَامِس وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقال على شَرط الشَّيْخَيْنِ وَلم يخرجَاهُ وَكَلَام أنس رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي تَفْسِيره أخبرنَا معمر عَن قَتَادَة قال أَخْبرنِي أنس بن مَالك قال «رَأَيْته يوم الْقَادِسِيَّة وَعَلِيهِ درع وَمَعَهُ راية سَوْدَاء يَعْنِي ابْن أم مَكْتُوم» انتهى.
وَمن طَرِيق عبد الرَّزَّاق رَوَاهُ أَبُو يعلى الْموصِلِي فِي مُسْنده.
وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ أَيْضا فِي تَفْسِيره أخبرنَا بشر بن معَاذ ثَنَا يزِيد بن هَارُون عَن سعيد بن أبي عرُوبَة عَن قَتَادَة عَن أنس بن مَالك... فَذكره، وَذكر الثَّعْلَبِيّ لفظ المُصَنّف بِتَمَامِهِ من غير سَنَد وَلَا راو وَكَذَلِكَ فعل الواحدي فِي أَسبَاب النُّزُول.
وَقال السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف سَمِعت شَيخنَا أَبَا بكر بن الْعَرَبِيّ يَقول قول الْمُفَسّرين فِي الَّذِي شغل النَّبِي صلى الله عليه وسلمَ أَنه الْوَلِيد بن الْمُغيرَة وَأُميَّة بن خلف وَالْعَبَّاس كُله بَاطِل فَإِن أُميَّة والوليد كَانَا بِمَكَّة وَابْن أم مَكْتُوم كَانَ بِالْمَدِينَةِ مَا حضر مَعَهُمَا وَلَا حضرا مَعَه وَمَاتَا كَافِرين أَحدهمَا قبل الْهِجْرَة وَالْآخر فِي بدر وَلم يقْصد أُميَّة الْمَدِينَة قطّ وَلَا حضر عِنْده مُفردا وَلَا مَعَ آخر انتهى.
وَرَوَى ابْن سعد فِي الطَّبَقَات اُخْبُرْنَا يزِيد بن هَارُون أَنا جُوَيْبِر عَن الضَّحَّاك قال كَانَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ تصدى لرجل من قُرَيْش يَدعُوهُ إِلَى الْإِسْلَام فَأقبل عبد الله بن أم مَكْتُوم الْأَعْمَى فَجعل يسْأَل رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ وَهُوَ يعرض عَنهُ وَيَعبس فِي وَجهه وَيقبل على الآخر فَعير الله رَسُوله فَقال: {عبس وَتولى...} الْآيَات قال فَدَعَاهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ فَأكْرمه واستخلفه فِي الْمَدِينَة مرَّتَيْنِ انتهى وجويبر ضَعِيف.
1457 – قوله عَن أبي بكر الصّديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْه «انه سُئِلَ عَن الْأَب فَقال أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي ارْض تُقِلني إِذا قلت فِي كتاب الله بِمَا لَا علم لي بِهِ.»
قلت رَوَاهُ ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه فِي فَضَائِل القرآن وَعبد بن حميد فِي تَفْسِيره قالا ثَنَا مُحَمَّد بن عبيد عَن الْعَوام بن حَوْشَب عَن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ «أَن أَبَا بكر سُئِلَ عَن قوله تعالى: {وَفَاكِهَة وَأَبا} فَقال أَي سَمَاء تُظِلنِي وَأي أَرض تُقِلني إِذا قلت فِي كتاب الله تعالى مَا لَا أعلم» انتهى.
وَمن طَرِيق عبد بن حميد رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ فِي تَفْسِيره.
وَرَوَاهُ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب فَضَائِل القرآن ثَنَا مُحَمَّد بن يزِيد عَن الْعَوام بن حَوْشَب وَفِيه انْقِطَاع بَين إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ وَالصديق.
وَرَوَاهُ ابْن عبد الْبر فِي كتاب الْعلم من حديث مُوسَى بن هَارُون الْحمال ثَنَا يَحْيَى الْحمانِي ثَنَا حَفْص عَن الْحسن بن عبيد الله عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن أبي معمر عَن أبي بكر... فَذكره ثمَّ قال وَرَوَاهُ عَن أبي بكر أَيْضا مَيْمُون ابْن مهْرَان وعامر الشّعبِيّ وَابْن أبي مليكَة انتهى.
1458 – قوله عَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه «انه قرأ هَذِه الْآيَة فَقال كل هَذَا قد عرفنَا فَمَا الْأَب ثمَّ رفض عَصا كَانَت فِي يَده وَقال هَذَا لعمر الله التَّكَلُّف يَا ابْن أم عمر أَلا تَدْرِي مَا الْأَب ثمَّ قال ابْتَغوا مَا تبين لكم من هَذَا الْكتاب وَمَا لَا فَدَعوهُ».
قلت رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حديث يزِيد بن هَارُون أَنا ابْن حميد عَن أنس وَعَن يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد ثَنَا أبي عَن صَالح عَن ابْن شهَاب أَن أنس أخبرهُ «أَنه سمع عمر بن الْخطاب يقرأ {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حبا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِق غلبا وَفَاكِهَة وَأَبا} قال كل هَذَا قد عرفنَا فَمَا الْأَب ثمَّ نقض عَصا كَانَت فِي يَده وَقال هَذَا لعمر الله التَّكَلُّف اتبعُوا مَا تبين لكم من هَذَا الْكتاب وَمَا لَا فَدَعوهُ» انتهى.
وَقال هَذَا صَحِيح على شَرط الشَّيْخَيْنِ.
وَلم يخرجَاهُ انتهى.
وَعَن الْحَاكِم رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان فِي الْبَاب التَّاسِع عشر بالسند الثَّانِي وَكَذَلِكَ الثَّعْلَبِيّ رَوَاهُ بالسند الثَّانِي.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه من حديث أبي الْيَمَان أَنا شُعَيْب بن أبي حَمْزَة عَن الزُّهْرِيّ بِهِ.
وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين وَكَذَلِكَ الطَّبَرِيّ رَوَاهُ من طَرِيق ابْن وهب أَنا يُونُس وَعَمْرو بن الْحَارِث عَن ابْن شهَاب عَن أنس فَذكره كلهم بِلَفْظ الْحَاكِم.
فَائِدَة رَوَى الْحَاكِم فِي كتاب الصَّوْم فِي الْمُسْتَدْرك عَن عمر بن الْخطاب أَنه سَأَلَ ابْن عَبَّاس عَن الْأَب فَقال هُوَ نبت الأَرْض مِمَّا يَأْكُلهُ الدَّوَابّ والأنعام وَلَا يَأْكُلهُ النَّاس مُخْتَصر وَقال صَحِيح على شَرط مُسلم.
1459- الحديث الثَّانِي:
فِي الحديث «من كثرت صلَاته بِاللَّيْلِ حسن وَجهه بِالنَّهَارِ».
قلت رَوَاهُ ابْن ماجة من حديث جَابر وَقد تقدم مُسْتَوفى فِي سُورَة الْفَتْح.
1460- الحديث الثَّالِث:
عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ أَنه قال «من قرأ سُورَة عبس جَاءَ الْقِيَامَة وَوَجهه ضَاحِك مُسْتَبْشِرٍ».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ من حديث سَلام بن سليم ثَنَا هَارُون بن كثير عَن زيد ابْن أسلم عَن أَبِيه عَن أبي أمامة عَن أبي بن كَعْب مَرْفُوعا... فَذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.